كيف تعيش الغربة وانت في وطنك!

كيف تعيش الغربة وانت في وطنك

كيف تعيش الغربة وانت في وطنك

كتبت كثيرا و انتصرت للكثير ايضا ... كل شيء جاء بالحسبان الا انه لم ياتي بالحسبان ان استل قلمي لاتحدث عن قضية تخصني واسرتي حينما يكون الدواء والدخول للمستشفيات وحجز سرير لشاب في مقتبل العمر يصارع المرض " بالواسطة " واوهم طيلة خمس سنوات بوعود باتت لا تسمن ولا تغتي من جوع وتقارير طبية في مكاتب المسؤولين اصبحت حبيسة الادراج الى اجل غير مسمى.........
اظن بانه من حقي ان انتصر لابني ...!!!

ولدي - لؤي - الذي لا زال يصارع المرض ويعاني من امراض عدة ..كبد ...التهاب اوعية دموبة ..واخرها فشل كلوي ....
.زوجتي ام لؤي أعلم بانك اكثر ممن تحمل وأعلم ايضا بان عينك لا تنام حينما تنام اعين وتغفل اعين الكثير ...
ولدي لؤي....
كم مرة عذبوك بشعاراتهم التي لا تتحقق أبدا وأتعبوك بوعودهم المهدورة مثل الدماء وكم قتلوا فيك الرغبة في الحياة ... ؟؟ !!
كم مرة إذن يا ولدي يجب أن تنحني ولا تتحول إلى قنطرة ... ؟؟!!
كم مرة يجب أن تقف ولا تتحول إلى يافطة ...؟؟!!
أن تجلس ولا تتحول إلى أريكة ...؟؟!!
أن تتكلم فتقول أخيرا شيئا يستحق الانتباه... ؟؟؟!!!
عجز الوطن بكل ثرواته وإمكاناته أن يجد له سريراً يعالج فيه .خرجت وأنا أتسأل ........
ما هو معيار المواطنة عندنا ؟!!!!!!!!
هل هي القبيلة ؟ أم الشهرة ؟ أم المال والجاه ؟ أم المصلحة ؟
لم يطرح المخلصون اليوم في إعلامنا ... كيف نعزر الانتماء لدى المواطن ؟ كيف يتحول الوطن إلى قصة حب ؟ ما حق المواطن على وطنه ؟ لماذا يجحد الوطن أبنائه ؟
أسئلة كثيرة لا مجيب لها !! في ظل ضجيج إعلامي محموم يضم عشرات التهم المعلبة و الجاهزة في حقك...... حاقد .. ناقم ..
يا أيها الوطن الكبير ... ماذا بقى لك من ولاء وقد تحول أبناؤك يستجدون للدخول إلى مستشفى حكومي .
يا موطني ... لقد رفعت اللوحات من أجلك في كل مكان فهل بقى لأبنائك رأس مرفوع وهم يطردون القضية ... ليست قضية ولدي بل هي قضية وطن ومواطن وولاء

ذات يوم قال لي احدهم حديث لم افهمه في حينه .... " اسواء شيء ان تشعر بانك تعيش الغربة وانت في وطنك " الآن .. الآن ادركت ما كان يعني الرجل حينما قال !!!... فالغربة يا رجل فاجعة يتم إدراكها على مراحل ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التابوت على أسئلتك التي بقيت مفتوحة عمرا بأكمله ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريبا قبل ذلك ولا كم ستصبح منفيا بعد الآن !!!؟؟؟

أن تغترب يعني أن ينساك الأحبـة ..أن تنتظر في كـل الطوابير الذاهبة إلى الوطن وأن تصبح كمّا هائلاًُ من الأشواق والذكريات الغـربـة..
أن تغترب أن تتغير لهجتك وتكـسر الكلام في الروح .. أن تفتقد إلى المطر و ندى الصباح ورائحة الأم والمدفأة .. أن تصبح الأشياء لا معنى لها ولا طعم ولا لون ولا رائحة.

عندما يختم لك تأشيرة الدخول على صفحة الغربة في جواز ضياعك.. تشعر لوهلة إنك بدأت الخطوة الأولى في عالم الحرية,, ترتسم ابتسامة المنتصر على الإخفاقات المتكررة في قسوة الوطن عليك ,, تستلم حقيبة تقول لك :املأها بأفراحك هنا ضع فيها كل ما يفرحك ,, لا تنسى أحزانك ,,شقاءك وإخفاقاتك ,, هوامش حياتك ضع فيها ما استطعت ,, ستحتاج لها في غربتك ,,تأخذ كلمات وداع الأحبة ,, فرحتهم بك ,, حزنهم عليك.. تجمع دموع والدتك في لحظة الفراق , ابتسامة والدك المكابرة بالفرحة المخبأة بالحسرة,, قبلات إخوتك على وجهك وتتمنى أن
لا تمسحها دهرا ... !!!

وهنا يستذكرني قولا لا اذكر قائله !!!...
الناس تحسدك دائما على شيء لا يستحق الحسد لأن متاعهم هو سقوط متاعك حتى على الغربة يحسدونك كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدا وحقدا.
نعم يا ولدي في اعذارهم اقبح من فعل الاوغاد فالتاجر يريد ارباحاً مقابل بيع هوية اولادي والآخر يقبل بأفواجاً قد جاءت من كل البلاد وسأبقى اسأل هل لا زالت هذه بلادي ...!!!
لؤي يا ولدي لا عليك وأعلم علم اليقين بان ممن وثقنا بهم غدروا بنا وخذلونا حتى وان نامت وغفلت اعينهم عنك وعن ابسط حقوقك فأن عين الله لا تغفل ولا تنام .
اقول لكل مسؤؤل حاسب نفسك قبل أن تحاسب لقد ولاك ولاة الأمر مسؤالية المواطن وهم أمانة في عنقك والله ثم والله سوف تسأل عنهم يوم القيامة فاتقي الله في من هم مسؤولون عنك . والله ان هذا فيض من غيض هناك من لا يستطيع ان يكتب أو أن ينطق قد اصابهم ما اصابني بالله عليك يا وزير الصحة كيف حال من لا يملك شئ من متاع الدنيا الا هذا الراتب الزهيد ؟؟ ماذا يفعل أذا اصيب هو أو احد افراد اسرته بسوا ماذا يفعل ؟؟؟ هذا ملك المال لدفع مصاريف العلاج ولكن غيره والله ثم والله لا يملك شئ من حطام الدنيا الفانية لا يملك الا قوت يومه . اعيد واقول الحمد لله على نعمة الإسلام
اما انتم يا بقية ابنائي اذكركم بالقول " اذا عطشت وكان الماء ممتنعا ... فلتشربي من دموع العين يا بلدي ... واذا قطعت على دروب الهوي قطعا ... اوصيك واوصيك ببلدك يا ولدي "
اخوكم ابو لؤي

لا تحسبوا ضحكتي بينكم طربا ....
فالطير يرقص مذبوحا من شدة الالم